الزمان والمكان،
الزمان فهو مدة تعدها حركات الفلك
.
وأما المكان فهو السطح الذي يجوز المحوي والحاوي.
أما الفرق بين
الوقت والزمان، والدهر والحين،
الوقت هو قدر من الزمان مفروض مميز من جملته،
مشار إليه بعينه.
والحين هو مدة أطول من الوقت وأفسح وأبعد،
وإنما تقترن أبداً هاتان اللفظتان بما يميزهما ويفصلهما من جملة الزمان الذي هو كل لهما،
فيقال: وقت كذا وحين كذا، فينسب إلى حال أو شخص أو ما أشبه ذلك.
فإذا أريد بهما الإبهام لا الإفهام قيل:
كان كذا أو يكون كذا في حين أو وقت،
فيعلم السامع أن المتكلم لم يؤثر تعيين الوقت والحين، وهما لا محالة معينان محصلان.
فأما الدهر فليس من الزمان ولا الحين ولا الوقت في شيء،
ولكنه أخص بالأشياء التي ليست في زمان ولا مقدرة بحركات الفلك؛ لأنها أعلى رتبة من الأمور الطبيعية.
فنسبة الزمان إلى الأمور الطبيعية كنسبة الدهر إلى الأمور غير الطبيعية، أي ما هو فوق الطبيعية.