الممنوع من الصرف

الممنوع من الصرف

اقرؤوا معي قوله تعالى : (وَلَقَدْزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ)
نلاحظ كلمة مصابيح وقد سبقت بحرف الجر ( الباء ) ، والجر يقتضي عملا في الاسم بعده فيجره .. والجر من علاماته الكسرة ، فأين الكسرة في ( مصابيح ) ؟!

[size=21]وهل مصابيح إذن مجرورة ؟!

وللإجابة نقول نعم ، مصابيح في اسم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف !!
ثم أنه لم يضف ولم يقع بعد اللاصقة ( أل )
أنظر المثالين:استنار الضيف بالمصابيحِ - استنار الضيف بمصابيحِ البيتِ
جاءت المصابيح في المثال الأول مجرورة بالكسرة لوقوعها بعد أل وجاءت أيضا مجرورة بالكسرة في المثال الثاني لإضافتها

إذن ما يجر بالفتحة بدلا من الكسرة هو الاسم الذي لا ينصرف بشرط عدم إضافته أو وقوعه بعد ( أل)

ونستأنس بقول ابن مالك رحمه الله في هذا الدرس ، يقول رحمه الله :

وَجُرَّ بِالْفَتْحَــةِ مَـا لا يَنْصَرِفْ ** مَا لَمْ يُضَفْ أَوْ يَكُ بَعْدَ (أَل) رَدِفْ

يتصدر شطر البيت حكم إعرابي من خلال ( جُرَّ ) فما المراد ؟؟
جُرَّ
تحتمل أن تكون فعلا ماضيا مبنيا للمجهول ، ونائب الفاعل مستتر فيه ( أي
العرب ) ، ويحتمل أن يكون فعل أمر وفاعله مستتر فيه ( أنت )
لا علينا هنا طالما أنه حكم وجب تنفيذه يقول ما كان ممنوعا من الصرف فإنه يجر بالفتحة !! هو يتحدث عن حركة نابت عن حركة
الفتحة بدلا من الكسرة ( في حالة الجر ) ولم يتحدث عن حالة الرفع والنصب ، وترك الأمر لنا لنعرف قياسا أن الرفع بالضم والنصب بالفتح

إذن
نتوصل على ضوء ما سبق إلى معطىً كالتالي : ( الممنوع من الصرف يرفع بالضم
وينصب بالفتح ويجر بالفتح ) يواصل ابن مالك القول باستثناء هنا : ( ما لم
يضف أو يك بعد أل ردف ) أي في حالة الإضافة فإن الممنوع من الصرف يبقى على
الجر بالكسرة كذلك في حالة وقوعة بعد ( أل )

نقف هنا مع مصطلح ( الصرف ) ، ونتساءل : ما هو الصرف ؟؟ وما هو الممنوع من الصرف ؟؟
الصرف في اللغة: هو الصوت يقال: صوت صريف القلم أي احتكاكه بالورق عند الكتابة
فإذا
قيل: ممنوع من الصرف فهو ممنوع من صوت ما. ونتساءل هنا : ما هو هذا الصوت؟
هو التنوين, والتنوين نون ساكنة تلحق آخر الكلمة لفظاً لا خطاً لغير
توكيد.
الصرف
إذن هو التنوين ، وهو كلمة مأخوذة من التصويت ، يقال : نوَّنَ الطائر ، أي
صَوَّتَ ولَحَّنَ ووقَّعَ والتنوين هو تنوين التمكين الذي يلحق بالأسماء
المعربة أنت لو نطقت بالتالي منونا ستلاحظ صوتا يلازمك قليلا انطق الاسم (
باردٌ ) سترى وقعا هنا ( دُونْ ) أي غنة ويسعى معك الصوت كصدى يخترق الأفق
أمامك !!!

فالصرف إذن هو التنوين الذي يلحق بالاسم المعرب الذي يسمى بدوره متمكنا أمكن أي تمكن منه التنوين ( علمٌ – كتابٌ – لحْنٌ )
يقول ابن مالك عن الصرف :

الصَّرفُ تنوينٌ أتى مُبَيِّنـــا ** مَعْنَى به يَكونُ الاسْمُ أَمْكَنَـــــا

فالممنوع من الصرف هو الممنوع من التنوين وعلى ذلك المعطى يكون مجرورا بالفتحة
نيابة عن الكسرة إلا في حالة الإضافة أووقوعه بعد ( أل )

جزاك
الله الجنة ونعيمها وكفاك من النار

شكرا لكم على الردود الطيبة
تشرفت بمروركم

» بين علم النحو وعلم الصرف علاقة و وثاق